معنى أن يكون لمنشأتك لغة مختلفة!
معنى أن يكون لمنشأتك لغة مختلفة!
من خلال كتابه (غيرة اللغات) يتحدث أدريان برافي عن اللغة، بسرد قصته وشواهد من حياته الغريبة. فـ هو أرجنتيني الجنسية والمنشأ؛ الإسبانية لغته الأم، وهاجر إلى بلد أجداده إيطاليا بعد أن بلغ الأربع وعشرون عاما، ليتعلم ويتحدث لغة جديدة عليه، لغة مكتسبة لم يكن يتحدث بها سابقا. هذه الحالة دفعته لتأملات لغوية لم يكن يدركها بلغته الأم! وأول ما لاحظه أدريان وهو يعيش غربته اللغوية، هو أن الكلمات لا تحمل المعنى نفسه لدى المتكلم بلغتين، واستشهد بكلمة "الوزغة" في الإسبانية واختلافها الكبير عنها في الإيطالية، بل أقرب ما يكون إلى أنهما حيوانين مختلفين! فـ كلمة وزغة في الإسبانية تعيده إلى طفولته، حينما كان يطاردها مع أصدقائه، ويقطعون ذيلها، ويذهلون وهم يشاهدون حركة الذيل المقطوع. الكلمة في الإسبانية تحمل كل هذا، بينما في الإيطالية هي مبتورة من كل هذه الذكريات. فالكلمات التي نكتسبها من لغتنا الأم، ترتبط بالكثير من الذكريات، وهذا مايفسر لماذا نتحرج من بعض الكلمات في لغتنا الأم، بينما نستسهل التعبير عنها باللغات الأخرى. ولذلك يذكر أدريان في مقدمة كتابه قصة مؤثرة لعمته الإيطالية المهاجرة للأرجنتين ويقول:
"كانت لي عمة، أخت لأبي، غادرت بعد الحرب مباشرة من سامبوكيتو، إحدى بلدات مقاطعة ماتشراتا الإيطالية، لتتوجه إلى الأرجنتين. غادرت ميناء جنوى بصحبة زوجها وابن لهما لم يكد يبلغ عمره أربعة أشهر. كانت السفينة التي كانوا يسافرون على متنها قد عبرت منذ قليل خط الاستواء، وكانت قد نفذت إمداداتهم من مياه الشرب. أصيب جميع المسافرين بالذعر، ولم يترك الطفل لحظة واحدة صدر أمه. ربما لأنه كان هو أيضا خائفا، وبقي طوال الوقت ممسكا به بين لثاته، كما روت عمتي. على الجهة الأخرى تعلق أطفال آخرون، أو أبقتهم أمهاتهم عالقين - كما روت عمتي - كانت الأمهات يتضرعن إليها أن تنجد أطفالهن وترضعهم. وكانت هي تفعل كل ما في وسعها بما أوتيت من حليب في صدرها. الأطفال الذين لم تكتب لهم النجاة كانوا يلفونهم بغطاء سرير أبيض ويرمونهم في البحر. أحصت عمتي منهم خمسة. وذلك الرقم بقيت تحمله في داخلها كإثم لبقية حياتها. خمسة أطفال لم أتمكن من إمساك رمقهم - كانت تقول - لم أر قط عمتي تبكي، وهي تروي القصة بالإسبانية، لغتها المتبناة، حتى وإن كان جليا أنها في غاية التأثر، على الرغم من مرور عدة سنوات على الحادثة؛ ولكن عندما سمعتها ذات يوم ترويها بالإيطالية، رأيتها تبكي لأول مرة. حينذاك خطر في فكري أن هناك منطقة خفية من الذاكرة يصبح فيها الماضي صوتا بلغة معينة. كان من المحطم لقلب عمتي استحضارها تلك الذكريات بلغتها الخاصة، اللغة التي رأت فيها الأمهات أطفالهن يلقى بهم في البحر، أو اللغة التي عاشت فيها تلك الحادثة. ربما كانت الذكريات لا تتحدث إلا اللغة التي وقعت في أحداثها"
قصة قصيرة تختصر الكثير في اللغة ودلالات الألفاظ، قصة تكشف لنا أن اللغة ليست أداة للتواصل فقط، بل تحمل في داخلها مشاعر وتجارب وذكريات. فحينما روّت عمة أدريان القصة بالإسبانية - لغتها المكتسبة - كانت متماسكة، على عكس اللغة الأم، التي عايشت فيها الموقف نفسه.
كما أن اللغة ليست مجرد كلمات أو أداة تواصل، بل وعاء كبير، يحمل داخله الذكريات والمشاعر، فإن بيئة العمل كذلك ليست مجرد مكان وظيفي، وحضور وانصراف، وعقود ورواتب، بل مكان يحمل لغته الخاصة، لغة تميّز كل بيئة عمل عن غيرها، لغة وذكرى تظل عالقة في ذكريات الموظفين. فـ حتى لو تشابهت الأماكن والمسميات والإجراءات الشكلية، إلا أن الذكريات قد تخلق فرقا، وكأن الكلمتين مختلفتين، كما هو حال أدريان وكلمة "الوزغة" بين الإسبانية والإيطالية. كلمات مثل إدارة، وثقة، وارتباط وظيفي، وجهد، واحتراق وظيفي، وتهميش، وتقدير، وانتماء، وعزلة، تختلف من بيئة عمل لأخرى! فالعمل الدؤوب في بيئة عمل إيجابية يسمى "اجتهاد وشغف" بينما في بيئة عمل سلبية يسمى "إجهاد واحتراق وظيفي". وهنا يأتي دور مسؤولي الموارد البشرية وصناع القرار في تعزيز بيئة العمل، وتوفير اللازم لخلق بيئة عمل وقيّم ثقافية، تترك أثرا إيجابيا، وذكرى سعيدة في ذهن الموظفين؛ وهنا يأتي دور ولاء بلس بحلولها التقنية!
ولاء بلس
في ولاء بلس نمنح مسؤولي الموارد البشرية مجموعة من الحلول التقنية التي تعزز السعادة والولاء في المنشآت.
- حل للعروض والخصومات
- حل للحوافز والمكافآت
- حلل للصحة والاندماج
- حل لقياس مستوى السعادة والولاء في بيئة العمل
ليش ولاء بلس تستاهل ثقتك؟
- +1200 عميل
- +2600 شريك نجاح
- +200 علامة تجارية تقدم قسائمها الشرائية
- +3500 عرض وخصم
- +7 سنوات في مجال السعادة والولاء
- +208 موظف وموظفة من أفضل الكفاءات